
تواجه المطبوعة العصرية كماً كبيراً من الإكراهات والتحديات الناجمة من زمن الوسائط الرقمية المتعددة.. تلك التي أصبحت تحاصر المطبوعة الرقمية، كما لو أنها أخطبوط البحار متعدد الأذرع، لكن هذه التحديات مدعاة للتطوير والتعاطي المنهجي مع أبعادها المؤثرة في عالم النشر والكتابة، وقد أدرك القائمون على كبريات الصحف والمجلات العالمية المدى الذي يمكن الوصول إليه عطفاً على المستجدات المداهمة، وكيف أن التكيف معها لا يلغي خطاب المحتوى الرسالي بل يعززه، ومن هذه الزاوية بالذات ستبدأ «الرافد» في تنمية حضورها المتقدم في عالم الوسائط، وذلك استناداً إلى تجربتها المتميزة منذ سنين خلت، فقد كانت “الرافد” ومازالت السباقة في عالم المجلات الثقافية العربية، من خلال التفرد بالخدمة الرقمية، كما اتسعت مرئياتها للمساهمات المنشورة في النسختين الورقية والرقمية، وإصدار سلسلة من الكتب المتوازية على خطى الورقي والرقمي، وكانت «الرافد» ومازالت تعتمد منهج الاستكتاب المفتوح على الذاكرة المعرفية الثقافية العربية، مما يسمح لها بتعمير منصة الخطاب..تنوعاً واجتهاداً . ماتقدم جزء من إفتتاحية لما د.عمر عبدالعزيز رئيس تحرير مجلة “الرافد” الصادرة عن دائرة الثقافة بالشارقة.
وتضمن العدد (238) 160 صفحة احتوت 16 موضوعا أبرزها: (نافذة على ثقافات العالم، أسابيع التراث العالمي في الشارقة، استشراف يقصد الإنسان، نهضة المسرح العربي تبدأ من هنا، عاشق اللغة فاروق شوشة، نوبل ديلان وحدود الأدب المفتوحة، رجل يطفر سريعاً..أحدوثة سان ميكيل…، و حظيت المختارات الابداعية بـ «الرافد» 3 قصص هي (رسالة إلى مريود – لأميمة عبدالله، قصص قصيرة جداً– عبير كزبور، حفلة بلون الدم لـ جلاء محمد عزت)، وأيضاً 4 قصائد هي (مما يقول “الآخرون”- حسين القباحي، متاهات وجه حزين – نجاة الزباير، ياصديقي – سليم صيفي، لحن الحياة – مبارك عثمان )، وترجمة للحياة (المكان..المسرات والأوجاع) لـ عبدالفتاح صبري.
وترافق الكتاب الجديد لـ «الرافد» التي تحرص إدارة البحوث والدراسات على إصداره ضمن أعدادها حمل عنوان (نجيب محفوظ إبداع وتوهج- شوقي بدر يوسف)، حيث حرص الكاتب على سرد عالم نجيب محفوظ الإبداعي وعراقة منجزه الروائي والقصصي.