
تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس مجلس دبي الرياضي، انطلقت صباح أمس الأربعاء 27 ديسمبر 2017 فعاليات مؤتمر دبي الرياضي الدولي الثاني عشر عضو “مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية” أكبر مبادرات معرفية وتنموية وثقافية وإنسانية في العالم، الذي يقام سنوياً وينظمه مجلس دبي الرياضي في قاعة الجوهرة بمدينة جميرا، تحت شعار “الاستثمار الحديث في كرة القدم” بمشاركة نخبة من قيادات وصانعي القرار في الاتحادات الدولية والقارية والوطنية والأندية والمؤسسات الكروية وكبار نجوم اللعب والتدريب والتحكيم.
وحضر فعاليات اليوم الأول سعادة مروان بن غليطة رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم، سعادة سعيد حارب أمين عام مجلس دبي الرياضي، عارف العواني أمين عام مجلس أبوظبي الرياضي، عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للشؤون الرياضية في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، محمد الكمالي عضو مجلس إدارة مجلس دبي الرياضي رئيس اللجنة المنظمة، أنس بوخش عضو مجلس دبي الرياضي عضو اللجنة المنظمة، ناصر أمان آل رحمة مساعد أمين عام مجلس دبي الرياضي، وعدد من القيادات والشخصيات الرياضية.
وقام كلًا من سعادة ومروان بن غليطة و سعادة سعيد حارب وسعادة عارف العواني وسعادة عبد المحسن الدوسري، وأنس بوخش بتكريم المتحدثين في الجلسات في ختام كل جلسة من الثلاث.
دوريات متميزة
افتتحت فعاليات المؤتمر في التاسعة صباحًا بورشة عمل دوريات متميزة في الاستثمار والمسؤولية المجتمعية التي تناولت موضوع أفضل الممارسات في الدوريات المحترفة الكبرى، وتحدث فيها خافير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني، إيريك وينالدا المرشح لرئاسة الاتحاد الامريكي لكرة القدم، وماركو بيرونيلي المدير التنفيذي للدوري الإيطالي، ويدير الورشة أورنيلا ديسيري بيلا المحامية الإيطالية المتخصصة في القانون الرياضي الدولي ورئيس الشؤون القانونية في رابطة الدوريات الأوروبية للمحترفين لكرة القدم، وعضو لجنة الفيفا لشؤون اللاعبين.
وقال خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم: “زادت في السنوات الأخيرة أعداد جماهير الدوري الإسباني وأصبحنا نستقطب العائلات وزادت أعداد الجماهير التي تحضر إلى الملاعب و الجماهير التي تتابع المباريات على الإعلام الرقمي، وعلى كرة القدم أن يكون لها دور في الخدمة المجتمعية وخاصة في نقلها إلى مختلف الدول والثقافات للتعرف على المستوى التي وصلته، وأود توصيل رسالة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، أنه يجب التفكير بشكل أكبر عند اتخاذ القرارات التي تؤثر على كرة القدم، النموذج الحديث لدوري أبطال أوروبا يَصب في مصلحة النوادي التي تشارك في الدوري فقط، فكرة القدم الآن أصبحت صناعة، وأرغب أن تبقى على نفس القدر من العاطفة التي كانت به سابقًا، ويجب إشراك الجميع بها وعدم تقييدها بوظائف أو فئات معينة، ومن الاستراتيجيات التي اتبعناها في استقطاب الجماهير هو تواجد مكاتبنا في مختلف المدن وبيع التذاكر على نطاق أكبر من الجماهير” .
ومن جانبه قال إريك وينالدا، المرشح لرئاسة الاتحاد الأمريكي لكرة القدم: “المستقبل يبدو مشرقًا لأمريكا في فهم هيكلة وأهمية المشاركة في هذه اللعبة العالمية، والتغيير الذي أودّ إحداثه هو الوصول إلى قائمة الفيفا الاحترافية ورفع مستوى كرة القدم في أمريكا، ومن أهم التحديات التي نواجهها هي جعل كرة القدم ذات قيمة وأهمية في أمريكا وأن نهتم بتقديمها بأحسن صورة”.
فيما قال ماركو برونيلي، المدير التنفيذي للدوري الإيطالي: “لا يكفي أن ننظر إلى تاريخنا، علينا أن نطور من أنفسنا لتحسين مستوانا لنصل إلى مستوى تنافسي مناسب على المستوى المحلي والأوروبي، وعلينا أن ننظر إلى أفضل الممارسات الموجودة في كرة القدم وأن نتبناها، فمهمتنا الرئيسيّة أن نحسن حضورنا في البلدان التي خسرنا فيها جماهيرنا، ومن أهم ما نطمح لتحقيقه هو جعل الناس جزءًا مباشر من الترفيه الذي نقدمه له، قدمنا واقترحنا الكثير من المباريات وتنظيم الدوريات التي تشجع التفاعل مع جماهير كرة القدم”.
وأضاف: “إن مشاركة الجماهير تحسنت وأعداد الجماهير زادت في الملاعب، وذلك بفضل المبادرات التي تهتم بهم والجهود التي تبذلها جمعيات كرة القدم، وكرة القدم الإيطالية ترحب باستقطاب رأس المال من جميع أنحاء العالم لتعزيز الاستفادة لجميع الأطراف من المنشآت الحديثة والمستثمرين الأجانب، فالمزيد من الأموال شرط أساسي لتحقيق التوازن التنافسي بين الأندية والدوريات الأوروبية والمحلية”
الاستثمار في اللاعبين الناشئين
ناقشت ورشة العمل الثانية الخاصة بمدربي كرة القدم “دور الأكاديميات في تنمية أصول الأندية” وتحدث فيها دييغو بابلو سيميوني مدرب نادي اتليتيكو مدريد، هيكتور كوبر مدرب المنتخب المصري، وفابيو كابيلو مدرب جيانغسو سونينغ الصيني، ودار الحوار في الورشة حول محور الاستثمار في اللاعبين الناشئين، وأدار الورشة كيفن روبرتس مؤسس مجموعة سبورت بيزنيس التي أصبحت المصدر الرئيس للمعلومات عن عالم الرياضة في العالم.
وقال فابيو كابيلو، مدرب جيانغسو سونينغ الصيني: “يوجد العديد من التأثيرات السلبية على الشباب، والتي تجعلهم يقدمون على كرة القدم بسن متقدم، كما أن التواصل مهم مع اللاعبين الشباب لنحافظ على بيئة صحية ومشجعة على كرة القدم، ويعد تطوير قطاع الشباب من أهم الأجندات التي تتبعها الصين. التي ستساهم في تطوير قطاع الشباب في كرة القدم وإشراكهم في هذا المجال ليصبحوا محترفين، إن لكل نادي أسلوبه المختلف والمميز، وهذا أمر ينتقل إلى فرق الشباب ويزودهم بخبرات وأساليب مختلفة، ونحن كمدربين يجب أن تكون لدينا الشجاعة لاختيار اللاعبين الشباب المؤهلين للعب في الفريق الأول، ويستغرق الأمر وقتًا لإنتاج لاعب كبير، ويعتمد على الفرص التي يحظى عليها الشباب وعلى جهودهم للوصول إلى الاحترافية، ويجب تدريب اللاعبين الشباب على الفوز ذهنيًا وليس جسديًّا فقط”
ومن جانبه قال هيكتور كوبر، مدرب المنتخب المصري: “بما أننا نبحث عن الفوز، يجب التأكد أن الشباب يمتلكون المهارات البدنية والفنية والتي تسمح بأن يصبحوا محترفين في وقت مبكّر، وتعد التعليم والتثقيف والجوانب الإنسانية مهمة أيضًا للشباب وليس كرة القدم، ولابد للأندية أن تكون أكثر انفتاحًا للحفاظ على الشباب في التدريب لينطلقوا وعلى نموهم، كما يجب تزويد الشباب بالبرامج التثقيفية لتجهيزهم للعب في الفريق الأول بجانب الكبار والمحترفين، وللمدرب دور مهم بكونه متواضعًا مع الشباب، وفِي مصر يهتم المدربين بهذا الجانب للتواصل مع الشباب وتطوير مواهبهم، إن أكاديميات كرة القدم في بعض الدول تستغل لتعليم اللاعبين وتثقيفهم ليمروا على المسار الصحيح نحو الاحترافية”.
وقال دييغو بابلو سيميوني، مدرب أتليتيكو مدريد: “في السابق كان هدفنا الوحيد أن نصبح الأفضل داخل الملعب ولكن المسؤوليات التي تحيط بالشباب اليوم تبعد تركيزهم عن الهدف الأساسي وهو لعب الكرة باحترافية، ونحن نحاول إدماج وإدخال اللاعبين الشباب في أتليتيكو مدريد لتشجيع المزيد على الانضمام والوصول إلى مراحل متقدمة، ينضم بعض الشباب إلى الأكاديميات اعتمادًا على اسم النادي، ويتغلب في هذا الأمر العامل الاقتصادي على الانتماء الحقيقي للنادي، ويمكن للاعبين الشباب أن يكونوا أكثر مهارة من لاعبين في الفريق الأول، “
الأندية الناجحة
اختتمت ورشة العمل الثالثة فعاليات اليوم الأول من المؤتمر التي أقيمت بعنوان نماذج أندية ناجحة، وتحدث فيها فيرنان سوريانو المدير التنفيذي لنادي مانشستر سيتي، فاديم فاسيلييف نائب رئيس نادي موناكو، وأمبرتو جانديني المدير التنفيذي لنادي روما، ودار النقاش في الورشة حول محور الأثر الاقتصادي لكرة القدم المحترفة، وأدار الورشة جيف سلاك الوكيل السابق لمايكل جوردان والمدير التنفيذي السابق لنادي إنتر ميلان
وقال فاديم فاسيلييف، نائب رئيس نادي موناكو: “جمعنا بين الممارسات التجارية الجيدة والعقل والرجاحة وأدى ذلك إلى نجاح نادي موناكو والحفاظ على البيئة التنافسية مع الأندية الأخرى، ولدينا بعض القيود في الدوري الفرنسي منها بث المباريات الأساسية في أوقات غير مناسبة للجمهور العالمي، كما أن علينا أن نبني المواهب الشابة وأن نطور البنية التحتية في المنطقة، وأنا متأكد أن العديد من المواهب ستبرز مع الصبر والعمل، ومن أسباب النجاح هو ترك اللاعبين يرحلون في الوقت المناسب وأن تواصل النجاح من أجل النادي بإيجاد لاعبين جدد بنفس المستوى أو أعلى، والتطور الذي يفرض نفسه علينا الآن هو سد الفجوات وتحقيق توازن بين الحقوق المحلية والعالمية، ونحن نود أن ننتج برنامجًا وثائقيًا ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت، وسيساعد إدراج هذا الإعلام على نمو الفريق وكرة القدم بشكل عام”.
وقال فيرنان سوريانو، المدير التنفيذي لنادي مانشستر سيتي: ” أنا سعيد جدًا وفخور بالعمل مع سمو الشيخ منصور بن زايد، والعمل المستمر للتطور مع المستثمرين الأذكياء هو أمر رائع جدًا، وأظن أننا على المسار الصحيح لقد اتخذنا مخاطرة استراتيجية وإبداعية في دعم الفرق تجاريًا، ونحاول أن ننتشر عالميًا وأن نكبر وأن يستمتع الجمهور بمباريات متنوعة، واستثمرنا كثيرًا لتطوير النادي من حالٍ إلى حال، واليوم نحن فريق ناجح وحققنا أرباح مستدامة، وهناك الكثير من التنافسية في الدوري الإنجليزي، ويعتمد هذا على اختيار اللاعبين المناسبين على أرض الملعب”.
وأضاف: “إن العمل المستمر يعمل على جعل اللاعبين يصلون إلى أعلى مستوياتهم، ونحن سعداء بأننا نحقق الفوز، فمن أسباب نجاح الدوري الإنجليزي هو الفصل بين الحقوق المحلية والحقوق الإقليمية، ولكلاهما تكون الحصة متساوية، كما أن وجود العديد من العلاقات البناءة بين فرق الدوري الإنجليزي هو أحدد أسباب نجاح الفرق، وعلينا أن نكون مبتكرين بأنفسنا وأن نحاول وأن نجرب ونخطئ لنتقدم.. وشراكتنا مع أمازون ستكون إضافة مميزة، ونحن نتميز بأننا نمتلك المحتوى، ولكن التحدي هو إقناع بعض اللاعبين والمدربين أن البرامج الوثائقية جزء من العمل”.
ومن جانبه قال امبرتو جانديني، المدير التنفيذي لنادي روما: “نحن في المراحل الأخيرة من إنهاء مشروعنا، نأمل بأن نفتتح ملعب النادي في 2018، فالعمل الجاد للفريق في روما أدى إلى حصول الدعم من الحكومة، ووجدنا مسارًا جديدًا للاستثمار وتحقيق المشروع، ويضم الملعب العديد من المرافق والوجهات الترفيهية مثل مركز تجاري ومساحات واسعة ومواقف تسع عدد كبير من السيارات، حيث أن أغلب أرباح كرة القدم الإيطالية محلية لأنها تتبع أساليب تقليدية، ولهذا يجب الموازنة مع التقدم الموجود لتصل إلى الجمهور العالمي، وعلى النوادي أن تلعب دورًا قيادي في أوروبا وأن تحمل مسؤولية تطوير اللعبة، ويعد إشراك الجماهير بما يحدث بشكل يومي مع اللاعبين أمر مهم وليس ما يحدث داخل الملعب فقط، وقنوات التواصل الاجتماعي تلعب دورًا كبيرًا في هذا التواصل”.
وأقيم معرض تاريخي خاص بالمقتنيات الرياضية الثمينة على هامش فعاليات المؤتمر الثاني عشر، حيث عرض فيه مقتنيات من أبرز مباريات كأس العالم وأشهر اللاعبين الدوليين، وتعد هذه المقتنيات من أكثر المعروضات قيمة لدى عشاق كرة القدم، حيث تتضمن كأس جول ريميه (أول كأس عالم والتي احتفظت بها البرازيل بعد الفوز بها ثلاث مرات أعوام 1958 و1962 و1970) وكأس العالم الحالية التي تحمل اسم الفيفا، وكذلك الكرة التي تم فيها خوض مباراة افتتاح كأس العالم 1930، كما يعرض مقتنيات أخرى من بينها قمصان عدد من قادة ولاعبي المنتخبات الثمان الفائزة بكؤوس العالم ومن بينها قمصان الحارس بوفون والمهاجم تيري هنري والمدافع البرازيلي دونغا، وغيرهم، بالإضافة الى الحذاء الذي سجل بواسطته هدف الفوز في نهائي كأس العالم 1950 بين الاوروغواي والبرازيل.