
مرض العين الدرقي هو عبارة عن اضطراب يصيب جهاز المناعة؛ حيث يتم مهاجمة الأنسجة المحيطة بالعين عن طريق الخلايا الالتهابية وينتج عنه تورّم وانتفاخ في العين، ومن هنا يحدّثنا الدكتور محمد عبد الحافظ، استشاري جراحات الجفون لجراحة العيون في دبي بشكل تفصيلي عن أنواع مرض العين الدرقية وأسبابها وطرق علاجها المتنوعة.

يوضح د. محمد عبد الحافظ أن أمراض الغدة الدرقية وأمراض العين الدرقية تحدث بسبب مهاجمة أجهزة المناعة لأنسجة الجسم السليمة، يقوم جهاز المناعة بمهاجمة كل من الغدة الدرقية والأنسجة حول العين بوقت مختلف وذلك تبعاً لطبيعة الشخص.
كما يشير إلى تنوع أعراض مرض العين الدرقي والتي تشمل تورم وانتفاخ العينين، تهيج، احمرار، واحساس بالضغط المرافق بالصداع، قد يشعر المريض بألم أو تقييد أثناء حركة العين مما يسبب ضعف في الرؤية، كما قد يؤثر الالتهاب على العضلات التي بدورها تسبب ضغط على العصب البصري مما يؤدي إلى فقدان البصر.
مراحل أمراض العين الدرقية
تنقسم أمراض العين الدرقية إلى مرحلتين؛ الأولى هي الالتهابية (التحريضية) وتستمر عادةً من ستة أشهر إلى سنتين، أما المرحلة الثانية فهي المرحلة المستقرة؛ أي عندما يكون الالتهاب النشط هادئاً. وسوف يلاحظ على معظم المرضى بروز في العين، سحب الجفن، أو رؤية مزدوجة سيحتاج المريض عندها إلى معالجة إضافية.
يمكن أن يؤدي المرض إلى جفاف شديد في العين وتندب في القرنية، كما يمكن أن تكون الرؤية المزدوجة شديدة ومعطلة، وإذا كان التورم شديد للغاية؛ فإن الضغط في المدار (مقبس العين) سيصبح عالياً بشكل كبير ويقوم بالضغط على العصب البصري، وهذا بدوره يؤدي إلى فقدان البصر التدريجي وربما العمى إذا لم يتم علاج الحالة على الفور.
كما يؤكد د. عبد الحافظ أنّه من الضروري متابعة جميع المرضى من قبل خبير في مجال أمراض العين وخاصةً مرض العين الدرقي.
طرق العلاج
تتنوع طرق العلاج حسب المريض؛ فبالنسبة للبعض يكون العلاج عن طريق القطرات المرطبة، النظارات المظللة، أو النوم مع وضع غطاء على العين أو رفع الرأس.
عندما يكون هناك التهاب نشط؛ يتم تجربة طرق علاج متنوعة مثل المنشطات والأدوية المضادة للالتهابات والإشعاع.
بعض الأدوية الجديدة الواعدة قد تساعد في تحسين طرق علاج أمراض العين الدرقية في المستقبل القريب، ولابد من ذكر أنه خلال المرحلة المستقرة سوف يدور نقاش بين المريض والجرّاح عن ضرورة وأهمية الجراحة العضلية وجراحة محجر وجفن العين، ومن الممكن تحسين وظيفة العيون عن طريق إجراء جراحة ترميمية للعين أو لمحجر العين، كما تعتمد تقنية الجراحة الخاصة المستخدمة على نوع وصعوبة مشاكل العين، وتنقسم عادة إلى ثلاث مراحل ولكن لا تنطبق هذه العلاجات على كل مرضى العين الدرقية.
– المرحلة الأولى هي إلغاء الضغط المداري، أي يتم إزالة جزء من المدار العظمي والدهون الموجودة خلف العين لتخفيف الضغط داخل مقبس (محجر) العين، هذه العملية يمكن أن تمنع تلف العصب البصري وتسمح للعيون أن تعود لوضعها الطبيعي داخل مقبس العين.
– المرحلة الثانية هي جراحة عضلة العين لتصحيح اختلال العينين والرؤية المزدوجة وذلك لإعادة موضع العضلات المتضخمة التي تتحكم في حركة العين.
– المرحلة الثالثة وهي جراحة جفن العين لتعديل موضع الأغطية المنكمشة من أجل تحسين إغلاق الجفن وحماية وظيفة العين، كما يمكن إزالة الدهون الزائدة من الأجفان لأنه يساعد في تحسين مظهرها.
ومن هنا يشير د. عبد الحافظ إلى أنّه قد يكون من الصعب القضاء نهائياً على جميع عواقب أمراض العين الدرقية، إلّا أن الجئراحة بشكل عام قد تكون ناجحة وتعطي نتائج مرضية في الحفاظ على وظيفة العين ومظهرها وراحتها.