الشارقة، 4 نوفمبر 2019
الشارقة – لم يكن يعلم الكاتب والشاعر السعودي، عبد الله ناصر أن مشهد والده الذي كان يستيقظ مبكراً، ليطحن القهوة ويحمصها، ليبدأ بها نهاره، سيقوده إلى علاقة عميقة مع هذه النبتة التاريخية والمشروب العالمي الساحر، فتعلقه بالقهوة دفعه لرحلة بحث طاف فيها العالم من شرقه إلى غربة ليطلع على تاريخ وعالم القهوة الغامض.
أسرار من أرشيف المكتبات الأوروبية، وعوالم غريبة لإعداد القهوة من أمريكا اللاتينية، وتفاصيل غريبة من العالم العربي، يجدها القارئ في كتاب ناصر الذي اختار أن يحمل عنوان “قهوة نامة”، مستعيداً بذلك الملحمة الأدبية الشهيرة “شاهنامة” للشاعر أبو قاسم الفردوسي التي تقع في نحو ستين ألف بيت، ليعبر بذلك عن غنى مذكراته مع القهوة.
بين ملايين الكتب من مختلف ثقافات العالم، ووسط 2000 دار نشر، احتشد مساء أمس الأول جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب، لتوقيع نسختهم الخاصة من كتاب عبد الله ناصر، الصادر حديثاً عن دار “روايات” المتخصصة بنشر الأعمال الأدبية العربية والمترجمة، والتابعة لـمجموعة “كلمات” في الإمارات العربية المتحدة.
شهد حفل التوقيع إقبالاً مميزاً من زوار المعرض، الذين تبادلوا أطراف الحديث مع الكاتب عن سر هذا الكتاب والعلاقة القوية التي جمعته بالقهوة، لتصبح مصدر إلهاماً له فقال:”تستحق القهوة أكثر من كتاب، فالقهوة قصة حياة، فهناك الكثير من الناس القهوة غيرت حياتهم، ومن هنا وجدت أهمية تدوين هذه التجرية في كتاب”.
وأضاف الناصر:” بدأ شغفي بالقهوة منذ الطفولة عندما كان والدي في الصباح يطحن حبات القهوة بيده ويحمصها على النار ويحضرها بشكل يومي، فهذا المشهد مازال عالقاً في ذهني، وأخذ هذا الموضوع معي
عقدين أو أكثر حتى وقعت مجدداً وبالصدفة بغرام قهوة مقطرة سوداء، وطريقة تحضير جديدة لها كان أشبه بدخولي إلى كهف مغارة سرية ولا زلت موجود فيه، ومن هنا أحببت تدوين هذه التجربة في كتاب مذكرات يروي علاقتي بالقهوة”.
” قهوة نامه”:
يتحدث كتاب ” قهوة نامه”، عن رحلة مذهلة في عوالم القهوة الواسعة، التي انطلقت من حقيبة وثائق نادرة عن القهوة، منسوخة من مكتبة الكونجرس والمكتبة البريطانية وقصاصات لا نهائية مجهولة المصدر، لينطلق بعدها الكاتب في رحلة بين طرقات وبيوت القهوة التاريخية متنقلاً بين الحجاز والقاهرة ودمشق وإسطنبول، وفيينا ولندن وباريس وبرلين، وسان فرانسيسكو وبوسطن ونيويورك وعواصم الفايكنج، ويقرأ كل ما يتعلق بالقهوة.
وعبدالله الناصر، هو شاعر ومترجم سعودي، حاصل على درجة دكتوراه الفلسفة من جامعة مانشستر بالمملكة المتحدة، صدر له كتاب شعري بعنوان (جثث في ثياب الخروج)، وعمل في الصحافة السعودية، ينشر أعماله بشكل مستمر في مدوّنته “أثر الزعفران”.