دبي- الإمارات العربية المتحدة، 27 فبراير 2020: تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى لـ “جامعة حمدان بن محمد الذكية”، اختتم “مؤتمر ومعرض إبداعات عربية 13” اليوم (الأربعاء 26 فبراير 2020) بنجاح كبير، ووسط إشادة واسعة من الزوار والمشاركين من مختلف أنحاء العالم الذين ثمّنوا دور الحدث كمنصة مثالية لاستشراف المستقبل، استناداً إلى إرساء دعائم التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال التي تعتبر بمجملها أولوية قصوى للنهوض بالمجتمعات بما يواكب المتغيرات المتسارعة التي يفرضها القرن الحادي والعشرين. واستقطبت الدورة الحالية، التي أقيمت تحت شعار “بناء مستقبل الأعمال والابتكار: إنترنت الأشياء والمجتمعات”، أكثر من 1,200 من الباحثين والعلماء والمبدعين والأكاديميين من50 دولة حول العالم.
وتماشياً مع نجاح الدورة الحالية، بدأت الاستعدادات لاستضافة الدورة المقبلة تحت شعار “الابتكار والتصور والإلهام والاستدامة”، والتي تكتسب أهمية بالغة كونها ستقام في موقع “معرض إكسبو دبي الدولي 2020″ الذي يحمل شعار ” تواصل العقول .. وصنع المستقبل”. ويُتوقع أن يستقطب “مؤتمر ومعرض إبداعات عربية 14″، المقرر بين 22 إلى 24 فبراير 2021، مشاركة دولية رفيعة المستوى للمشاركة في مناقشات هامة تمهد الطريق لإعادة صياغة المستقبل وفق دعائم جديدة كلياً لضمان استدامة التنمية والازدهار والتقدم.
وقام معالي حسين بن إبراهيم الحمادي، وزير التربية والتعليم في دولة الإمارات، بزيارة “مؤتمر إبداعات عربية 13” والمعرض المصاحب، يرافقه الدكتور منصور العور، رئيس “جامعة حمدان بن محمد الذكية” وكوكبة من كبار المسؤولين في القطاع الحكومي، حيث اطلع معاليه على أبرز الأبحاث والخدمات المقدمة من نخبة الهيئات الحكومية والشركات الخاصة من مختلف القطاعات الحيوية، مشيداً بمشاريع الدارسين التي تعكس الإمكانات الإبداعية للجيل الجديد الذي يستلهم من رؤية القيادة الرشيدة في جعل الابتكار نهج رئيس لبناء مستقبل مستدام.
وشهد “مؤتمر ومعرض إبداعات عربية 13” عقد ثلاث اتفاقيات تعاون بين “جامعة حمدان بن محمد الذكية” مع كل من “معهد ويل الدولي للبناء” و”لاند ستيرلينغ للاستشارات العقارية” و “هانيويل”، تماشياً مع التزام الجامعة بالعمل وفق مبدئها الجوهري المتمثل في “التشارك في النمو”. وتنص الاتفاقيات على دعم الشركات العالمية لرؤية “جامعة حمدان بن محمد الذكية” في إقامة منطقة اقتصادية وإبداعية حرة، تماشياً مع “استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة” التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارة كمركز إقليمي لدعم الشباب وتطوير مناهج ومفاهيم التعليم بالاعتماد على الابتكار والتكنولوجيا. وتمثل الخطوة دفعة قوية لجهود الجامعة لترجمة البند السادس من “وثيقة الخمسين”، في تحويل الجامعات لمناطق اقتصادية وإبداعية حرة، مدعومةً بإنجازاتها المتلاحقة في تخريج رواد أعمال ومبتكرين وسفراء معرفة وبناة وطن وصنّاع مستقبل عوضاً عن طالبي وظائف.
وتعليقاً على ذلك، قال الدكتور منصور العور: “يأتي نجاح الدورة الثالثة ليؤكّد مجدّداً المستوى الريادي الذي وصل إليه “إبداعات عربية” باعتباره منصة عالمية رائدة لتعزيز جسور التعاون البحثي والعلمي والتواصل الفكري بين الروّاد الدوليين، واضعاً أسساً متينة لاستشراف وصنع المستقبل وفق دعائم الابتكار والإبداع والمعرفة وريادة الأعمال. ويُعزى نجاح المؤتمر إلى الرعاية الكريمة والمستمرة من سيدي سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي الرئيس الأعلى للجامعة، الذي تمكّنا بفضل دعمه اللامحدود من الحوز بقصب السبق في إعادة هندسة مستقبل التعليم العالي انطلاقاً من دبي، التي باتت وجهة إقليمية ودولية جاذبة لقطاعات التعليم والتعلم.”
وأضاف العور: “تخلل المؤتمر في دورته الثالثة عشرة عقد حلقات نقاشية وجلسات تشاورية رفيعة المستوى، سلطت الضوء على الابتكار باعتباره أحد العناصر الرئيسية والقوى الدافعة للنمو الاقتصادي والتنمية المستدامة. وشهد الحدث أيضاً توقيع سلسلة من الشراكات الاستراتيجية بين “جامعة حمدان بن محمد الذكية” ونخبة الجهات الرائدة على المستوى العالمي، تجسيداً لمبدأنا المتمثل في “التشارك في النمو” وسعياً وراء الارتقاء بالتعليم استناداً إلى ثلاث ركائز أساسية هي “الابتكار والإنطلاق والتحول”. وتمهد الاتفاقيات الجديدة الطريق أمامنا نحو تفعيل المبدأ السادس لـ “وثيقة الخمسين” التي أعلن عنها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والمتمحور حول تحويل الجامعات إلى مناطق حرة اقتصادية تدعم الدارسين عبر جميع المستويات التعليمية والبحثية والمالية لجعلهم لاعبين بارزين في دفع الحراك الاقتصادي.”
واختتم العور: “نفخر بشراكاتنا الجديدة التي تدعم مساعينا الطموحة لإطلاق منطقة اقتصادية وإبداعية الحرة ضمن حرمنا الجامعي. إذ يشكل تعاوننا مع “معهد ويل الدولي للبناء” خطوة متقدمة على درب تطوير وتعزيز ابتكارات إنترنت الأشياء المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتحليلات البيانات لبيئة البناء وتوظيفها في دعم كفاءة الطاقة والتشغيل، فيما تضع اتفاقيتنا مع “لاند ستيرلينغ للاستشارات العقارية”، والتي ستنضم إلى المنطقة الحرة للجامعة بصفة شريك استراتيجي، حجر الأساس للتعاون البنّاء في المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها إدارة الأصول الذكية والمباني الذكية وإنترنت الأشياء والمدينة الذكية وريادة الأعمال، بما يجسد رؤيتنا التي تحقق “استراتيجية دبي للمناطق الجامعية الحرة” الرامية إلى تعزيز دور المؤسسات الأكاديمية في تخريج جيل جديد من الخريجين المبدعين والمؤهلين لتوجيه دفة الابتكار وريادة الأعمال في خدمة مسار التنمية. ونتطلّع بثقة حيال شراكتنا مع “هانيويل”، والتي تستهدف بالدرجة الأولى تطوير وقيادة المبادرات التعليمية لتسريع عملية استيعاب ممارسات البناء التي تساعد على تحسين صحة الناس وتعزيز مقومات الصحة ورفاهية الأفراد والمجتمعات. ويدفعنا الزخم الكبير الذي حققته الدورة الثالثة عشرة إلى مواصلة تطويع طاقاتنا وخبراتنا وإنجازاتنا في تنظيم حدث على هذا المستوى من التميز والريادة، بما يرسخ حضور دبي كمركز رئيس لدعم الشباب وتطوير مناهج ومفاهيم التعليم استناداً إلى الابتكار والتكنولوجيا.”
من جهته، قال جورج بو متري، نائب الرئيس والمدير العام لشركة هانيويل لتقنيات المباني في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا: “نحتفل في مؤتمر ومعرض إبداعات عربية بإطلاق منصة هانيويل فورج لكفاءة الطاقة على مستوى العالم، التي تعتمد على تقنيات انترنت الأشياء لتعزيز وتطوير عمليات بناء إدارة الطاقة”.
وأضاف بو متري: “استفادت جامعة حمدان بن محمد الذكية من توفير أولي بنسبة 10% من خلال منصة هانيويل فورج المتقدمة ذات الأنظمة المتعددة، حيث يأتي ذلك بما يتماشى مع التزام شركة هانيويل نحو خلق مستقبل أكثر استدامة في دولة الإمارات بشكل خاص وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط بشكل عام من خلال اعتماد أحدث الحلول التقنية المبتكرة”.
وقالت آن ماري أغويلار، النائب الأول لرئيس “معهد ويل” – أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا: “يُسعدنا للغاية أن نتعاون مع “جامعة حمدان بن محمد الذكية” للمُساهمة في تعزيز حضور “معهد ويل” المُتنامي في دبي والمنطقة عموماً. ونحنُ نتطلعُ قُدماً للعمل يداً بيد لدعم الفرص التعليمية للمهنيين وزيادة التوعية بأهمية تسليم مبانٍ أكثر كفاءة واستدامةً، بما يدعم مسيرة النماء والازدهار والتقدُّم.”
من جانبه، قال يوسف بتراوي، الرئيس التنفيذي لشركة “لاند ستيرلينغ للاستشارات العقارية”: “إن شراكتنا مع جامعة حمدان بن محمد الذكية تفتح مجالات التعاون بيننا في الجانب المعرفي فيما يتعلق بإدارة الأصول الذكية والأبحاث والدراسات والتدريب وتعزيز روح المبادرة بين المتعلمين. بالإضافة إلى ذلك، يوفر هذا التعاون الفرصة للطلاب من صياغة الذكاء الاصطناعي والتعرف مباشرة على الإجراءات واكتساب المعارف والخبرات القيّمة التي يبحث عنها أصحاب العمل في الموظفين”.
وأضاف: “يهدف هذا التعاون إلى تطوير تجربة مبتكرة جديدة من شأنها تلبية ليس فقط احتياجات المتعلمين، بل أيضًا المهنيين والصناعات التي ندعمها محليًا وعالمياً”.
وناقشت أجندة المؤتمر لهذا العام أربعة محاور رئيسية؛ وهي: “مستقبل العمل والترفيه” و”المدن الذكية” و”التعلم وجودة الحياة والثقة” و”الأخلاقيات والتكنولوجيا – إنترنت الأشياء”. وشملت أجندة اليوم الثالث والأخير موضوعات هامة من ضمنها موضوع “بناء مستقبل الأعمال والابتكار: إنترنت الأشياء والناس”، إلى جانب حلقة نقاش تحت عنوان” هل لدينا أخلاقيات كافية لتنظيم إنترنت الأشياء؟”، وذلك ضمن محور “الأخلاقيات والتكنولوجيا”. في حين عقدت جلسة حول موضوع “نحو مدن ذكية مستدامة” ضمن محور “المدن الذكية”. وعقدت جلسة موازية ضمن محور “مستقبل العمل” حول عنوان “تقييم تنظيم المشاريع والبيئة الداخلية لريادة الأعمال في الشركات”. علاوة على ذلك، وضمن محور “الأخلاقيات والتكنولوجيا”، أقيمت جلسة تحت عنوان ” تحديد أسس أفضل الممارسات في تعليم المحاسبة: دراسة حالة دولة الإمارات العربية المتحدة”.
وعقدت المزيد من الجلسات ضمن محور “مستقبل العمل” والتي تضمنت نقاشات حول موضوع “تأثير التعرض للشاشات الرقمية على الأطفال”، بينما ركز الباحثون ضمن محور “التعلم وجودة الحياة” على موضوع “مساعدة وجهات النظر لأصحاب المصلحة في عمليات تخطيط غابات المانغروف وبيئتها وقيمتها الاقتصادية”. كما أقيمت جلسة ضمن محور “الأخلاقيات والتكنولوجيا” تناولت موضوع “تصميم نظام تدريب ذكي لتطوير مهارات ريادة الأعمال بين متعلمي الجامعات في الإمارات”.
وشهدت فعاليات مؤتمر ومعرض إبداعات عربية 13 توزيع جوائز البحث العلمي والتميز القيادي، حيث تسلم جائزة كوندو للبحوث السيدة أمينة محمد بوعلاي من وزارة التربية والتعليم، مملكة البحرين. وتسلمت جائزة فايجينباوم للتميز القيادي – فئة النجوم الصاعدة، أديب سليمان البلوشي من أكاديمية دبي الأمريكية، في حين كانت جائزة الباز للتميز في الاستدامة المؤسسية من نصيب مجموعة ماجد الفطيم.
واختتمت فعاليات المعرض المصاحب للمؤتمر، والذي ضم عدد من الشركات المحلية والعالمية والتي استعرضت خدماتها في مجالات الابتكار والتعليم والتكنولوجيا وغيرها.
ومن الجدير بالذكر أن مؤتمر ومعرض إبداعات عربية 13 يقام بتنظيم من شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض، عضو في اندكس القابضة، بالتعاون مع جامعة حمدان بن محمد الذكية، وبرعاية هيئة الطرق والمواصلات بدبي وصندوق خليفة لتطوير المشاريع وبدعم من UAE Innovates.