
كتبت نهلة خرستوفيدس
للوهلة الأولي من العنوان ستدور مخيلتك بانها علاقة آسرية او حياة بين زوج وزوجته
لكن سوف نتطرق لعدة أمور لنصل الي معني المقال ولأي مدى وصلنا لحقيقة العنوان
فقل لي عزيزي القارئ
هل استيقظت يوما وأول ما فعلته تفقدت هاتفك المحمول؟
هل خلدت الي النوم وبجانبك هاتفك المحمول؟
هل جلست على شرفة نافذتك وارتشفت من فنجان قهوة الصباح وأنت تستمع لأغنية لفيروز او ام كلثوم او لارا فابيان على هاتفك المحمول ؟
هل تفقدت بريدك الإلكتروني يوميا على هاتفك
هل انتظرت وأنت في قمة التوتر نتيجة مقابلة رسمية لعمل مكالمة تليفونية ؟
هل جاءتك مكالمة هاتفية لإخبارك ببشارة طفلك الأول؟
هل تفقدت هاتفك يوميا بإنتظار آية قرآنية او حكمة أو مقولة لتستمد منها طاقتك الإيجابية كل صباح ؟
هل انتظرت يوميا بأحر من الجمر رسالة من مقرب أو صديق دراسة او زوج ليخبرك أنه يحبك ويهتم لأمرك ؟
هل أرسلت مبلغ مالي لإبنك او زوجتك من خلال هاتفك المحمول ؟
هل سجلت أعياد ميلادأحلابك ليذكرك هاتفك بكل تاريخ لترسل لهم أجمل التهاني والهدايا؟
هل قرأت يوما كتاب وأعجبك وصرت تبحث عن آخر لتستمتع به على هاتفك؟
هل أرسلت رسالتك الأولى لصديق لتشكره على دعوته لك وكم أنت ممتن لهذه الصداقة الراقية؟
هل تابعت دراساتك الحرة وطورتها وأنت جالس بمنزلك او مكتبك عن طريق هاتفك؟
حقيقه عامة وقد اتفق الكثيرين عليها
كثيرا منا أصبح الهاتف المحمول بالنسبة لنا
كالصديق أو الزوج الذي لا نقدر أن نستغنى عنه حتى وصلنا حد الإدمان لمجموعة التطبيقات به مثل الفيس بوك وتويتر والإستجرام والواتساب حتى أصبحت العلاقات الإنسانية شحيحة وتقدر بعدد اللايكات ونسبة لباقتنا في الرد بالكومنتات وإرسال الإيموجي حسب كل حالة مزاجية لكل واحد منا .
حقا نفتقد العلاقات الإنسانية ونحتاج لشعور آخر بعيدا عن لغة الهواتف .
لغة اهل زمان في بساطتهم وتفقدهم لك بزيارتك وتقديم الواجب وتجمع الأحباب وأحاديثهم الحية ومشاركة بعضهم بعض في الحزن والفرح .
كلنا نتمني أن نأخذ يوم بعيد عن ضوضاء الحياة والتطبيقات الحديثة ونذهب للطبيعة والإستجمام ،
لنعود لطبيعتنا الأولى ونعيد الوصلات الروحية بيننا وبين أحبابنا وتتدفق روح المحبة والصداقة العفوية من جديد
اتمني للجميع دوام الراحة والسعادة بعيدا عّن ضوضاء الهاتف .