
دبي / مازن تميم:
تحت إشراف قطاع الإنتاج الثقافى برئاسة المخرج خالد جلال افتتح الفنان محمد دسوقي مدير مركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية بالقاهرة العرض المسرحى الجديد “محاكمة زيوس” وذلك مساء الخميس الموافق 21 يناير الجاري على مسرح الهناجر.. شهد العرض جمهور كبير بالإضافة الى عدد من الإعلاميين والنقاد والمسرحيين.
والمسرحية من تأليف الكاتبة والأديبة البنانية سونيا بوماد, وتمثيل وإخراج المخرج المسرحي عمرو قابيل, أما الأداء الصوتي فهو إهداء من الفنانة سوسن بدر.. وتحدد العرض لمدة شهر ولكن نظرا للإقبال الكبير من الجمهور وبشكل ملحوظ لمشاهدة المسرحية تقرر أن ييستمر العرض حتى نهاية شهر فبراير وبعدها سيتم عرضها في المحافظات المصرية
والفكرة التى تتناولها المسرحية هي “أنه منذ بدء الخليقة والإنسان يسعى إلى المعرفة التى صنعت الحضارات الانسانية.. وصنعت الموت والهلاك وكأن الموت هو ثمن للمعرفة.. ولكى يحافظ الإنسان على الحياة يجب أن تكون المعرفة لديه منقوصة غير مكتملة فإكتمال المعرفة المُطلقة يؤدى إلى هلاك البشرية”.. هذه هي فكرة المسرحىة “محاكمة زيوس” للكاتبة والأديبة اللبنانية سونيا بوماد وقد تحمس المخرج عمرو قابيل للمسرحية وقام بإخراجها وتمثيل شخصية زيوس فسي المسرحية.
وعن المسرحية قال المخرج عمرو قابيل “لو خيرت لاخترت المعرفة حتى لو أدت إلى هلاكى.. منطقة تماس بينى وبين زيوس فأيقنت أنها رحلتى الجديدة.. زيوس الذى نسجت خيوط حكايته وتفاصيل محاكمته بفلسفة عميقة وأسلوب أدبى بليغ الكاتبة سونيا بوماد.. والذى ألقى بى فى طوفان من التساؤلات والأفكار والمشاعر المتناقضة فجعلنى أسير عالمه الذى يسعى نحو الاكتشاف والمعرفة بقليل من المنطق وكثير من العبث”.
المسرحية هي أول أعمال الكاتبة والأديبة والروائية المبدعة سونيا بوماد في المسرح المصري بعد رحلة طويلة في كتابة الرواية حصلت من خلالها على العديد من الجوائز العالمية.. وأحداث المسرحية مستوحاة من الأساطير الاغريقية وتدور أحداثها التي تنتمي إلى فن عروض “المونودراما” حول فكرة المعرفة والصراع بين الشك واليقين لتطرح بذكاء وأسلوب أدبي بليغ وبسيط يصل إلى فكر ووجدان المتلقي العديد من القضايا والأفكار الإنسانية التي تصلح لكل زمان ومكان.
وعن المسرح والمسرحية تقول سونيا “أنا بالأساس كاتبة روائية وأحب المسرح منذ صغرى وكنت أحلم بدراسة الإخراج, وأثناء دعوتى لحضور أحد المهرجانات المسرحية قررت الكتابة للمسرح بعد تردد شديد حيث كنت ارفض اختزال المشاعر التى تحملها الرواية فى نص مسرحى به حركة وإضاءة وديكور وتمثيل.. والحمد لله تخطيت هذا الخوف بعد مشاهدة عدد من الأعمال المسرحية وقررت خوض التجربة وكتبت نص “محاكمة زيوس” وبعد أن قرأه عدد من المتخصصين والمخرجين اشادوا به جدا واكتشفت أن الفن والإبداع يستطيع الظهور فى أى مجال بمجرد أن نتمكن من الإلمام بآلية الكتابة للمسرح أو السينما أو التلفزيون، وكانت البداية.. والنص منتهى كتابتة منذ عام ونصف ولدى رواية بعنوان “كايا” تحمل نفس الأجواء الاسطورية.. ونقلت بطلة الرواية من عصر الأساطير إلى أوروبا فى العصر الحالى فلم يكن صعباً علىّ الخوض فى تلك المواضيع لأنى ظللت اجمع فى أبحاث لمدة عام ونصف قبل كتابة الرواية فكانت شخصية “زيوس” بالنص المسرحى هى جزء أصيل مما ورد بالرواية، ولكن بصياغة مختلفة.. وكانت تشغلنى شخصية “زيوس” وهو لأنه شخصية مشتتة يتأرجح بين البشرى والإله، ولا نستطيع أن ننسى أن زيوس هو آخر الآلهة وبعدها جاءت الديمقراطية والفلسفة، ثم جاءت الأديان، فكان زيوس بمثابة مرحلة انتقالية بين عصر الآلهة وعصر الأديان”.
