دبي، الإمارات العربية المتحدة: 28 مايو 2022 – أطلقت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة، أول مشروع في المنطقة لإعادة تدوير النفايات العضوية واستخدامها في انتاج أعلاف حيوانية وسمكية باستخدام الحشرات، بهدف توفير فرص اقتصادية مستدامة من خلال معالجة التحديات الناتجة عن تراكم النفايات بطرق طبيعية عبر إعادة تدوير النفايات العضوية واستخدامها في إنتاج الأعلاف.
ويعتمد المشروع على استزراع واستخدام حشرات “ذبابة الجندي الأسود” التي تتغذى على بقايا الطعام، ثم تصبح هي نفسها علفا للحيوانات، وتتحول فضلاتها إلى سماد عضوي يتم تحويله إلى أعلاف وبروتينات حيوانية، وأسمدة عضوية، وزيوت صناعية.
وكانت الوزارة قد وقعت مذكرة تفاهم مع “سيركا بيوتك ليمتد” Circa Biotech، لإقامة أول مشروع على مستوى المنطقة لاستخدام الحشرات لإنتاج أعلاف من النفايات العضوية. جاء توقيع الاتفاقية عقب جولة بمقر الشركة في مدينة مصدر في أبوظبي، وبهذه المناسبة قالت معالي مريم المهيري،: “تأتي هذه الاتفاقية في إطار الجهود المستمرة لدولة الإمارات لتحقيق أمن غذائي مستدام مبني على الابتكار، وتنمية خضراء، والحد من تأثيرات التغير المناخي، واحد الحلول الابتكارية لتحقيق تلك التوجهات هي معالجة التحديات الناتجة عن تراكم النفايات عبر الاعتماد على حلول تستند للطبيعة من دورها خلق فرص اقتصادية مستدامة تعزز مرونة سلاسل إمداد الغذاء عبر تحويل النفايات من عبء بيئي إلى مورد اقتصادي”.
وأضافت معاليها: “يشهد العالم زيادة في تمويل رأس المال لشركات تربية الحشرات، ونعتبر في دولة الإمارات أن دعم الابتكار والبحث والتطوير أساس لتعزيز كفاءة مبدأ الاقتصاد الدائري والذي يتحقق من خلال ممارسات مثل استخدام النفايات العضوية وعناصرها التغذوية كمدخلات في عملية إنتاج الغذاء وهو ما يصب في تعزيز الأمن الغذائي الذي يستدعي منا تطوير خارطة طريق لتسهيل وتحسين الخدمات الحكومية في استيراد المدخلات الزراعية لتمكين الصناعات التحويلية المستخدمة للبروتين الحشري، وبالتالي المساهمة في تقليل البصمة الكربونية لقطاع الزراعة من خلال توفير بدائل البروتين المستدام ضمن عمليات إنتاج الأعلاف والأسمدة العضوية، والمساهمة في تحويل النفايات العضوية من مكبات النفايات وتقليل انبعاث غاز الميثان الناتج عن تحلل المواد العضوية”.
وقال محمد الرمحي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل – مصدر: “تمثل عمليات البحث والتطوير أحد أهم الأولويات الاستراتيجية لمصدر، لتعزيز مكانتها كمركز رئيس لمشاريع الاستدامة الأكثر تطوراً عالمياً، وعبر الشراكة مع الوزارة وشركة سيركا بيوتك ليمتد يسعدنا ان نستضيف المشروع الأول في المنطقة لإدارة مخلفات الطعام، والذي يمثل أحد الحلول الابتكارية الرائدة التي من دورها تعزيز قطاع التكنولوجيا الزراعية والغذائية.”
وقال هيثم الرياحي، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “سيركا بايوتك ليمتد”: ” الشركة ضمن توجهاتها لإيجاد حلول ابتكارية لتعزيز قدرات تحقيق الاستدامة، طورت عملية مبتكرة لإعادة تدوير نفايات الطعام وتحويلها إلى علف حيواني غني بالبروتينات باستخدام الحشرات، وهو حل قابل للتطبيق التجاري، لتعزيز عمليات انتاج العلف الحيواني باستخدام عملية مستدامة محلياً، على نطاق صناعي كامل، ونخطط لإنتاج 22 ألف طن من علف الحيوانات سنوياً.”
وستعمل شركة “سيركا بايوتك ليمتد” عبر المشروع على إنتاج أسمدة عضوية بمعدل 1.5 طن شهريا، وستتوسع لاحقا بإنتاجها عبر معالجة 200 طن من نفايات الطعام يوميًا وإعادة تدويرها إلى سلسلة القيمة الغذائية للمساهمة بتلبية الطلب المحلي المتزايد على الأعلاف الحيوانية للماشية، والتقليل من الاعتماد على المساحيق السمكية في صناعة الاستزراع المائي، والتي تشهد عدم استقرار وتزايدا بالأسعار بسبب ندرة العرض، علما أن تكلفتها تصل إلى 70% من تكلفة صناعة الاستزراع.
وتتميز الأعلاف المنتجة بغناها بالبروتينات والدهون والمعادن والفيتامينات وقيمتها الغذائية العالية، وبإمكانية حصاد اليرقات كل 14 يوما نظرا لدورة الحياة القصيرة للذبابة والتي تدوم 45 يوماً، والخصوبة العالية التي تتمتع بها، وكونها لا تحمل الأمراض ولا تسبب أي أضرار أو آفات وهي من الأنواع غير الغازية، ويتم التحكم بها ضمن بيئة خاضعة للرقابة الصناعية وأجهزة استشعار تسجل لحظيا الحرارة والرطوبة وثاني أكسيد الكربون، وضمن إضاءة مدروسة تضمن الاستخدام الأمثل للموارد واستهلاكا قليلا للمياه وسط تأثيرات منخفضة لتغير المناخ والانبعاثات.
ويتمثل الهدف الأول لشركة “سيركا بيوتك ليمتد” التي سبق وشاركت في مسابقات عدة لريادة الأعمال في الإمارات، في تحسين إدارة النفايات العضوية بالمدن الضخمة وخاصة النفايات العضوية التي يتم التخلص منها بشكل مباشر في مدافن النفايات، حيث أن حصة كل شخص في الإمارات حوالى 197 كغ من نفايات الطعام سنويا، يمكن معالجتها لإنتاج أسمدة عضوية عالية الجودة تستخدم في تربية الأحياء المائية والإنتاج الحيواني بالقرب من هذه المدن.