نظرة معمّقة على قطاع صناعة اللؤلؤ وعودته القوية إلى عالم الموضة المعاصر
بقلم Iulia Al Fardan، المديرة العامة ل Al Fardan Jewellery
حظيت اللآلئ الطبيعية بإعجاب أبرز شخصيات المجتمع لقرونٍ عديدة، ولطالما كانت رمزاً للفخامة والثراء ونجحت في إضافة لمسة راقية على جميع الإطلالات. وعلى الرغم من تراجع مكانة اللآلئ عبر السنوات وانتشار غيرها من الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة، حافظت اللآلئ على حضورها الراسخ في أبرز عروض الأزياء التي تقام في باريس وميلانو ونيويورك ولندن ودبي، لتضفي ألقاً خاصاً على الأزياء العصرية للرجال والسيدات. وعادت اللآلئ مؤخراً لتبرز في صدارة عالم الأزياء متفوقةً على أحجار الألماس، وحظيت بشهرة واسعة بين المشاهير، بمن فيهم Dua Lipa وHailey Bieber وHarry Styles. وتماشياً مع تاريخنا العريق في تجارة اللآلئ في الإمارات العربية المتحدة، نفخر بعودة اللؤلؤ إلى مشهد الموضة العالمي.
شكّل اللؤلؤ مصدراً هاماً للثروة والنمو الاقتصادي في دولة الإمارات، التي كانت أحد أبرز الجهات المصدّرة منذ نهايات القرن التاسع عشر وحتى أزمة الكساد الكبير في عشرينيات القرن الماضي. وتشتهر اللآلئ الطبيعية والاصطناعية بجمالها الأخاذ، ولكنها تختلف من حيث عملية التشكيل، حيث تتشكل اللآلئ الطبيعية دون تدخل الإنسان، وتكون غالباً نتيجة لدخول الرمال إلى صدفة المحار أو الرخويات الأخرى. وتمكنت اللآلئ الطبيعية بفضل ندرتها وأهميتها التاريخية والطلب المتزايد على المجوهرات الفاخرة والمستدامة، من استعادة مكانتها الرائدة في دور المزادات الشهيرة مثل كريستيز وسوثبيز. وحطمت مؤخراً أسعار المجوهرات المرصعة باللآلئ الطبيعية أرقاماً قياسية في عالم المجوهرات، حيث تم بيع قلادة مرصعة باللؤلؤ الطبيعي والألماس من مجوهرات الملكة الفرنسية ماري إنطوانيت في مزاد سوثبيز مقابل 36.8 مليون دولار في نوفمبر عام 2018. وأما اللآلئ الاصطناعية، فيتم الحصول عليها من خلال زرع الرمال داخل المحار أو الرخويات الأخرى لتمثل أساساً لتشكل حبة اللؤلؤ من حولها.
وتعد اللآلئ جزءاً لا يتجزأ من التراث الإماراتي وتعكس الإرث الغني لعلامتنا التي تعتبر أحد أكبر دور المجوهرات ومتاجر التجزئة في المنطقة. وتأسست الدار العريقة على يد المدير الفخري Hasan Ibrahim Al Fardan، وتحت رعاية والده المتوفي Hajj Ibrahim Hasan Al Fardan، والذي لُقب بطبيب اللآلئ لكونه أحد أشهر وأبرز تجار وخبراء اللؤلؤ في تلك الفترة، مما ساهم في تعزيز أهمية اللآلئ في ثقافة الدار وشكل جزءاً كبيراً من هويتها منذ بداية تأسيسها.
ونجحت اللآلئ في العودة للصدارة في عالم الأزياء والمجوهرات بفضل قدرتها الفريدة على إضفاء لمسة مميزة على مختلف الإطلالات وفي مختلف المناسبات. ولذا، يحرص أبرز المصممون وخبراء المجوهرات في وقتنا الحالي، على اتباع طرقٍ جديدة ومبتكرة لإبداع تصاميم كلاسيكية وعصرية متنوعة تتزين باللآلئ من مختلف الأشكال والألوان وتضم الأقراط والأساور والقلائد الأنيقة. وبذلك، تتجاوز اللآلئ مفهومها التقليدي كرفيق للمناسبات الرسمية والحفلات فقط، لتتناغم مع مختلف الإطلالات وتناسب جميع المناسبات الفخمة واليومية، لتشكل خياراً عصرياً يلائم مختلف التفضيلات. وبالتزامن مع التطور الذي شهدته تصاميم اللآلئ العصرية، لم تعد المجوهرات المزينة بقطع اللؤلؤ حكراً على فئة معينة بل أصبحت خياراً مثالياً لجميع الفئات العمرية. ونحرص كمصممين على إضفاء طابعٍ عصري على مجوهرات اللآلئ التقليدية لتقديم تصاميم مبتكرة تتناغم مع تفضيلات السيدات والرجال العصريين على حدٍ سواء.